وكذلك قوله .
( فَقُلْ لأَبي الْعَبَّاسِ إنْ كُنْتُ مُذْنِباً ... فَأَنْتَ أَحَقُّ النَّاسِ بِالأَخْذِ بِالْفَضْلِ ) .
( فَلاَ تَجْحَدُونِي وُدَّ عِشْرِينَ حِجَّةً ... وَلاَ تُفْسَدُوا مَا كَانَ مِنْكٌمْ مِنَ الْفَضْلِ ) .
وعلى هذا النهج ورد قول البحتري .
( إذَا الْعَيْنُ رَاحَتْ وَهْيَ عَيْن عَلَى الْهَوى ... فَلَيْسَ بِسِرٍ مَا تُسِرُّ الأَضَالِعُ ) .
فالعين الجاسوس والعين معروفة .
وكذلك ورد قول بعضهم .
( وَتَرَى سَوَابِقَ دَمْعِهَا فَتَوَاكَفَتْ ... سَاق تجاوب فَوْقَ سَاقٍ سَاقَا ) .
فالساق ساق الشجرة والساق القمري من الطيور .
وعلى هذا الأسلوب جاء قول بعض المتأخرين وهو الشاعر المعروف بالمعري في قصيدة قصد بها التجنيس في كثير من أبياتها فمن ذلك ما أورده في مطلعها .
( لَوْ زَارَنَا طَيْفُ ذَاتِ الْخَالِ أحْيَانَا ... وَنَحْنُ فِي حُفَرِ الأَجْدَاثِ أَحْيَانَا ) .
ثم قال في أبياتها .
( تَقُولُ أنْتَ امْرُؤٌ جَافٍ مُغَالَطَةً ... فَقُلْتُ لاَ هَوَّمَتْ أجْفانُ أجْفَانَا ) .
وكذا قال في آخرها .
( لَمْ يَبْقَ غَيْرُكَ إنْسَاناً يُلاَذُ بِهِ ... فَلاَ بَرْحَتَ لِعَيْنٍ الدَّهْرِ إنْسَانَاً )