( غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إِلَى الْعُلا ... تَضِلُّ المَدَارَى في مُثَنًّى وَمَرْسَلِ ) .
فلفظة مستشزرات مما يقبح استعمالها لأنها تثقل على اللسان ويشق النطق بها وإن لم تكن طويلة لأنا لو قلنا مستنكرات أو مستنقرات على وزن مستشزرات لما كان في هاتين اللفظتين من ثقل ولا كراهة .
ولربما اعترض بعض الجهال في هذا الموضع وقال إن كراهة هذه اللفظة إنما هو لطولها وليس الأمر كذلك فإنا لو حذفنا منها الألف والتاء وقلنا مستشزر لكان ذلك ثقيلا أيضا وسببه أن الشين قبلها تاء وبعدها زاي فثقل النطق بها وإلا فلو جعلنا عوضا من الزاي راء ومن الراء فاء فقلنا مستشرف لزال ذلك الثقل .
ولقد رآني بعض الناس وأنا أعيب على امرئ القيس هذه اللفظة المشار إليها فأكبر ذلك لوقوفه مع شهرة التقليد في أن امرئ القيس أشعر الشعراء فعجبت من ارتباطه بمثل هذه الشبهة الضعيفة وقلت له لا يمنع إحسان امرئ