فلفظة منطلق على خمسة أحرف وفيها حرفان زائدان هما الميم والنون إلا أن الميم زيدت فيها لمعنى فلذلك لم تحذف وحذفت النون وأما لفظة جحمرش فخماسية لا زيادة فيها وحذف منها حرف أيضا ولم يعلم النحوي أن علماء النحو إنما قالوا ذلك مهلا اتكالا منهم على تحقيقه من علم الصرف لأنه لا يلزمهم أن يقولوا في كتب النحو أكثر مما قالوا وليس عليهم أن يذكروا في باب من أبواب النحو شيئا من التصريف لأن كلا من النحو والتصريف علم منفرد برأسه غير أن أحدهما مرتبط بالآخر ومحتاج إليه .
وإنما قلت إن النحوي إذا سئل عن تصغير لفظة اضطراب يقول ضطيرب لأنه لا يخلو إما أن يحذف من لفظة اضطراب الألف أو الضاد أو الطاء أو الراء أو الباء وهذه الحروف المذكورة غير الألف ليست من حروف الزيادة فلا تحذف بل الأولى أن يحذف الحرف الزائد ويترك الحرف الذي ليس بزائد فلذلك قلنا إن النحوي يصغر لفظة اضطراب على ضطيرب فيحذف الألف التي هي حرف زائد دون غيرها مما ليس من حروف الزيادة وأما أن يعلم أن الطاء في اضطراب مبدلة من تاء وأنه إذا أريد تصغيرها تعاد إلى الأصل الذي كانت عليه وهو التاء فيقال ضتيرب فإن هذا لا يعلمه إلا التصريفي وتكليف النحوي الجاهل بعلم التصريف معرفة ذلك كتكليفه علم ما لا يعلمه فثبت بما ذكرناه أنه يحتاج إلى علم التصريف لئلا يغلط في مثل هذا .
ومن العجب أن يقال إنه لا يحتاج إلى معرفة التصريف ألم تعلم أن نافع ابن أبي نعيم وهو من أكبر القراء السبعة قدرا وأفخمهم شأنا قال في معايش معائش بالهمز ولم يعلم الأصل في ذلك فأوخذ عليه وعيب من أجله ومن