( مُسْتَمِيلٌ سَمْعَ الطَّرُوبِ المُعَنَّى ... عَنْ أغانِيِّ مَعْبَد وَعَقيدِ ) .
وقول الشريف الرضي C .
( عَشِقْتُ وَمَالِي يَعْلَمُ اللَّهُ حَاجَةٌ ... سِوَى نَظَرِي وَالْعَاشِقُونَ ضُرُوبُ ) .
وفيه أيضا شيء من معاني القرآن الكريم إلا أنها جاءت ضمنا وتبعا وموضعها يأتي بعد الأبيات الشعرية .
وكذلك ذكرت فصلا آخر من هذا الأسلوب وهو إن للكلمة طعما يعرف مذاقه من بين الكلام وخفة الأرواح معلومة من بين ثقل الأجسام فلو لم نعرفه بطعمه عرفناه بوسمه والصباح لا يتمارى في إسفاره ولا يفتقر إلى دليل على إشراق أنواره وقد علم أن العرف يعرف بغصنه وأن القول يعرف بلحنه ونفائس هذه العقود لا يبرزها إلا أنفاسه فدررها لفظه وسلوكها قرطاسه .
ومن هذا الباب قولي أيضا وهو ألفاظ كخفق البنود أو زأر الأسود ومعان تدل بإرهافها أنها هي السيوف وأن قلوبا نمتها هي العمود فيخالها المتأمل حومة طعان أو حلبة رهان .
وبعض هذا مأخوذ من شعر البحتري .
( يَقْظَانَ يَنْتَخِبُ الكَلاَمَ كَأَنَّهُ ... جَيْشٌ لَدَيْهِ يُريدُ أنْ يَلْقى بِهِ )