وبعض هذا مأخوذ من قول بعض شعراء الحماسة .
( فَإِنْ تَدْفِنُوا الْبَكْرِيَّ لاَ تَدْفِنُوا اسْمَهُ ... وَلاَ تَدْفِنُوا مَعْرُوفَهُ فِي الْقَبَائِلِ ) .
ومن ذلك ما ذكرته في وصف كلام بالفصاحة وهو فصل من كتاب فقلت وله البيان الذي يغض من نسق الفريد ولا يخلق نضرة لباسه الجديد وهو فوق كلام المجيد ودون القرآن المجيد وإذا اختصروا صفته قيل إنه يستميل سمع الطروب ويستحق وقار القلوب ويتمثل آيات بيضاء من غير ضم إلى الجيوب ويرى في الأرض غير لاغب إذا مس غيره فترة اللغوب ولا تزال الناس في عشق معانيه ضربا واحدا والعاشقون ضروب ولما وقفت عليه قلت سبحان من أعطى سيدنا فلم يبخل وخصه بنبوة البيان إلا أنه لم يرسل ولولا أن الوحي قد سد بابه لقيل هذا كتاب منزل ولقد خار الله لأولي الفصاحة إذ لم يحيوا إلى عصره ولم يبتلوا فيه بداء الحسد الذي يصليهم بتوقد جمره ولئن سلموا من ذلك فما سلمت أقوالهم من أقواله التي محتها محو المداد وقد كانت باقية بعدهم فلما أتى صارت كما صاروا إلى الألحاد .
وفي هذا الفصل شيء من المعاني الشعرية كقول البحتري