فغدا الشيخ حتى ولج البيت فقبل رأس امرأته وابنتها .
وهذا الباب يقع في كتاب الانسان من كتاب الحيوان وفي فضل ما بين الذكر والانثى تاما وليس هذا الباب مما يدخل في باب البيان والتبيين ولكن قد يجرى السبب فيجري معه بقدر ما يكون تنشيطا لقارىء الكتاب لان خروجه من الباب اذ اطال لبعض العلم كان ذلك اروح على قلبه وأزيد في نشاطه ان شاء الله .
وقد قال الاول في تعظيم شأن لقيم بن لقمان .
( قومي اصبحيني فما صيغ الفتى حجرا ... لكن رهينة احجار وارماس ) .
( قومي اصبحيني فان الدهر ذو غير ... أفنى لقيما وافنى آل مرماس ) .
( اليوم خمر ويبد وفي غد خبر ... والدهر من بين إنعام وإيآس ) .
( فاشرب على حدثان الدهر مرتفقا ... لا يصحب الهم قرع السن بالكاس ) .
وقال ابو الطمحان القيني في ذكر لقمان .
( إن الزمان ولا تفنى عجائبه ... فيه تقطع ألاف وأقران ) .
( أمست بنو القين أفراقا موزعة ... كأنهم من بقايا حي لقمان ) .
وقد ذكرت العرب هذه الامم البائدة والقرون السالفة ولبعضهم بقايا قليلة وهم أشلاء في العرب متفرقون مغمورون مثل جرهم وجاسم ووبار وعملاق وأميم وطسم وجديس ولقمان والهس ماس وبني الناصور وقيل بن عتر وذي جدن ويقال في بني الناصور ان أصلهم من الروم .
فأما ثمود فقد خبر الله D عنهم فقال ( وثمود فما أبقى ) وقال ( فهل ترى لهم من باقية ) انا أعجب من مسلم يصدق بالقران ويزعم ان في قبائل العرب من بقايا ثمود وكان أبو عبيدة يتأول قوله ( وثمود فما أبقى ) ان ذلك انما وقع على الاكثر وعلى الجمهور الاكبر وهذا التأويل أخرجه من أبي عبيدة سوء الرأي في القوم وليس له ان يجيء الى خبر عام مرسل غير مقيد وخبر مطلق غير مستثنى منه فيجعله خاصا كالمستثنى منه وأي شيء بقي لطاعن او متأول بعد قوله ( فهل ترى لهم من باقية ) فكيف يقول ذلك اذا كنا نحن قد نرى منهم في كل حي باقية معاذ الله من ذلك ورووا أن الحجاج قال يوما على المنبر يزعمون أنا من بقايا ثمود وقد قال الله تبارك وتعالى ( وثمود فما أبقى )