ولم يجبه فرد عليه السؤال فقال الغلام لعلك تريد من خلقك وكان بعض الاعراب اذا سمع رجلا يقول نعم في الجواب قال نعم وشاء لان لغته نعم وقيل لعمر بن لجاء قل إنا من المجرمين منتقمون قال إنا من المجرمون منتقمين وأنشد الكسائي كلاما دار بينه وبين بعض فتيان البادية فقال .
( عجبا ما عجب أعجبني ... من غلام حكمي أصلا ) .
( قلت هل أحسنت ركبا نزلوا ... حضنا ما دونه قال هلا ) .
( قلت بين ما هلا هل تزلوا ... قال حوبا ثم ولى عجلا ) .
( لست أدري عندها ما قال لي ... أنعم ما قال لي أم قال لا ) .
( تلك منه لغة تعجبني ... زادت القلب خبالا خبلا ) .
قال أبو الحسن قال مولى زياد لزياد أهدوا لنا همار وهش قال أي شيء تقول ويلك قال أهدوا لنا ايرا يريد أهدوا لنا عيرا قال زياد ويلك الاول خير وقال الشاعر يذكر جارية له لكناء .
( أول ما أسمع منها في السحر ... تذكيرها الانثى وتأنيث الذكر ) .
( والسوأة السواء في ذكر القمر ... ) .
فزياد قد فهم عن مولاه وصاحب الجارية قد فهم عن جاريته ولكنهما لم يفهما عنهما من إفهامها لهما ولكنهما لما طال مقامهما في الموضع الذي يكثر فيه سماعهما لهذا الضرب صارا يفهمان هذا الضرب من الكلام .
ذكر ما قالوا في مديح اللسان بالشعر الموزون واللفظ المنثور .
ما جاء في الاثر وصح به الخبر .
قال الشاعر .
( أزى الناس في الاخلاق أهل تخلق ... وأخبارهم شتى فعرف ومنكر ) .
( قريبا تدانيهم اذا ما رأيتهم ... ومختلفا ما بينهم حين تخبر ) .
( فلا تحمدن الدهر ظاهر صفحة ... من المرء ما لمم تبل ما ليس يظهر ) .
( فما المرء إلا الأصغران لسانه ... ومعقوله والجسم خلق مصور ) .
( وما الزين في ثوب تراه وإنما ... يزين الفتى مخبوره حين يخبر ) .
( فان طرة راقتك منهم فربما ... أمر مذاق العود والعود أخضر )