وسمع وإذا ترد الى قليل تقنع قال ومن هذه التي ترد الى قليل فتقنع وليس المضمن كالمطلق وليس هذا النصف مما رواه هذا العالم وانما الرواية قوله .
( والدهر ليس بمعتب من يجزع ... ) .
ومما مدحوا به الايجاز والكلام الذي كالوحي والاشارة قول أبي دؤاد ابن جرير الايادي .
( يرمون بالخطب الطوال وتارة ... وحي الملاحظ خيفة الرقباء ) .
فمدح كما ترى الاطالة في موضعها والحذف في موضعه .
ومما يدل على شغفهم وكلفهم وشدة حبهم للفهم والافهام قول الاسدي في صفة كلام رجل نعت له موضعا من تلك السباسب التي لا أمارة فيها بأقل اللفظ وأوجزه فوصف أيجاز الناعت وسرعة فهم المنعوت له فقال .
( بضربة نعت لم تعد غير أنني ... عقول لأوصاف الرجال ذكورها ) .
وهو كقولهم لابن عباس أنى لك هذا العلم قال قلب عقول ولسان سؤول وقد قال الراجز .
( ومهمهين فدفدين مرتين ... جبتهما بالنعت لا بالنعتين ) .
وقالوا في التحذير من ميسم الشعر ومن شدة وقع اللسان ومن بقاء أثره على الممدوح والمهجو قال امرؤ القيس بن حجر .
( ولو عن نثا غيره جاءني ... وجرح اللسان كجرح اليد ) .
وقال طرفة .
( بحسام سيفك او لسانك والكلم ... الأصيل كأرغب الكلم ) .
قال وأنشدني محمد بن زياد .
( لحوت شماسا كما تلحى العصي ... سبا لو أن السب يدمي لدمي ) .
( من نفر كلهم نكس دني ... محامد الرذل مشاتيم السري ) .
( مخابط العكم مواديع المطي ... متارك الرفيق بالخرق النطي ) .
وانشد محمد بن زياد .
( تمنى أبو العفاق عندي هجمة ... تسهل مأوى ليلها بالكلاكل ) .
( ولا عقل عندي غير طعن نوافز ... وضرب كأشداق الغصال الهوادل )