ورفدك الا ما يبلغنا من خطبك علينا وفتك في أعضادنا وقال الله عزوجل ( هذا نزلهم يوم الدين ) والعذاب لا يكون نزلا ولكنه لما أقام العذاب لهم في موضع النعيم لغيرهم سمي باسمه .
وقال الآخر .
( فقلت أطعمني عمير تمرا ... فكان تمري كهرة وزبرا ) .
والتمر لا يكون كهرة وزبرا ولكنه على ذا وقال الله D ( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ) وليس في الجنة بكرة ولا عشي ولكن على مقدار البكر والعشيات وعلى هذا قول الله D ( وقال الذين في النار لخزنة جهنم ) والخزنة الحفظة وجهنم لا يضيع منها شيء فيحفظ ولا يختار دخولها انسان فيمنع منها ولكن لما قامت الملائكة مقام الحافظ الخازن سميت به .
وقال أبو عمرو بن العلاء اجتمع ثلاثة من الرواة فقال لهم قائل أي نصف بيت شعر أحكم وأوجز فقال أحدهم قول حميد بن ثور الهلالي .
( وحسبك داء أن تصح وتسلما ... ) .
ولعل حميدا أخذه عن النمر بن تولب قال النمر .
( يحب الفتى طول السلامة والغنى ... فكيف ترى طول السلامة يفعل ) .
وقال أبو العتاهية أسرع في نقض أمر تمامه .
ذهب الى كلام الاول كل ما أقام شخص وكل ما ازداد نقص ولو كان الناس يميتهم الداء إذا لأعاشهم الدواء .
وقال الثاني من الرواة الثلاثة بل قول أبي خراش الهذلي .
( نوكل بالأدنى وإن حل ما يمضي ... ) .
وقال الثالث بل قول أبي ذؤيب الهذلي .
( وإذا ترد إلى قليل تقنع ... ) .
فقال قائل هذا من مفاخر هذيل ان يكون ثلاثة من الرواة لم يصيبوا في جميع أشعار العرب إلا ثلاثة أنصاف إثنان منها لهذيل وحدها فقيل لهذا القائل إنما كان الشرط ان يأتوا بثلاثة أنصاف مستغنيات بأنفسها والنصف الذي لأبي ذؤيب لا يستغني بنفسه ولا يفهم السامع معنى هذا النصف حتى يكون موصولا بالنصف الاول لانك إذا أنشدت رجلا لم يسمع بالنصف الاول