( لما هوى بين غياض الاسد ... وصار في كف الهزبر الورد ) .
( آلى يذوق الدهر آب سرد ... ) .
وكقول الاخر .
( وولهني وقع الأسنة والقنا ... وكافر كوبات لها عجز قفد ) .
( بأيدي رجال ما كلامي كلامهم ... يسومونني مردا وما أنا والمرد ) .
ومثل هذا موجود في شعر العذافر الكندي وغيره ويجوز أيضا ان يكون الشعر مثل شعر الحروشاذ وأسود بن أبي كريمة كما قال يزيد بن ربيعة ابن مفرغ .
( آب ست نبيذ است ... عصارات زبيب است ) .
( سمية روسبيد است ... ) .
وقال أسود بن أبي كريمة .
( لزم الغرام ثوبي ... بكرة في يوم سبت ) .
( فتمايلت عليهم ... ميل زنكي بمست ) .
( قد حسا الداذي صرفا ... او عقارا بايخست ) .
( ثم كفتم ذو زياد ... ويحكم ان خر كفت ) .
( إن جلدي دبغته ... أهل صنعاء بحفت ) .
( وأبو عمرة عندي ... ان كور يذنمست ) .
( جالس اندر مكناد ... ايا عمد بنهشت ) .
وكما لا ينبغي ان يكون اللفظ عاميا ساقطا سوقيا فكذلك لا ينبغي ان يكون غريبا وحشيا الا ان يكون المتكلم بدويا اعرابيا فان الوحشي من الكلام يفهمه الوحشي من الناس كما يفهم السوقي رطانة السوقي .
وكلام الناس في طبقات كما ان الناس أنفسهم في طبقات فمن الكلام الجزل والسخيف والمليح والحسن والقبيح والسميح والخفيف والثقيل وكله عربي وبكل قد تكلموا وبكل قد تمادحوا وتعايبوا قال زعم زاعم أنه لم يكن في كلامهم تفاضل ولا بينهم في ذلك تفاوت فلم ذكروا الغيبي والبكي والحصر والمفحم والخطل والمسهب والمتشدق والمتفهق والمهماز والثرثار والمكثار والمهماز ولم ذكروا الهجر والهذر