قالوا وقبيح بالخطيب ان يقوم بخطبة العيد او يوم السماطين او على منبر جماعة او في سدة دار الخلافة او في يوم جمع وحفل إما في اصلاح بين العشائر واحتمال دماء القبائل واستلال تلك الضغائن والسخائم فيقول كما قال بعض من خطب على منبر ضخم الشان رفيع المكان ثم ان الله D بعد ان أنشأ الخلق وسواهم ومكن لهم لاشاهم فتلاشوا ولولا ان المتكلم افتقر الى ان يلفظ بالتلاشي لكان ينبغي ان يؤخذ فوق يده وخطب آخر في وسط دار الخلافة فقال في خطبته واخرجه الله من باب الليسية فأدخله في باب الايسية وقال مرة اخرى في خطبة له هذا فريق ما بين السار والضار والدفاع وقال مرة اخرى فدل ساتره على غامره ودل غامره على منحله فكاد ابرهيم ابن السندى يطير شفقا ويتقد غيظا هذا وابراهيم من المتكلمين والخطيب لم يكن من المتكلمين .
وانما جازت هذه الالفاظ في صناعة الكلام حين عجزت الاسماء عن اتساع المعاني وقد تحسن أيضا ألفاظ المتكلمين في مثل شعر ابي نواس وفي كل ما قالوه على جهة التظرف والتملح كقول أبي نواس .
( وذات خد مورد ... قوهية المتجرد ) .
( تأمل العين منها ... محاسنا ليس تنفد ) .
( فبعضها قد تناهى ... وبعضها يتولد ) .
( والحسن في كل عضو ... منها معاد مردد ) .
وكقوله .
( يا عاقد القلب مني ... هلا تذكرت حلا ) .
( تركت قلبي قليلا ... من القليل أقلا ) .
( يكاد لا يتجزا ... أقل في اللفظ من لا ) .
وقد يتلمح الاعرابي بان يدخل في شعره شيئا من كلام الفارسية كقول العماني للرشيد في قصيدته التي مدحه فيها .
( من يلقه من بطل مسرند ... في زغفة محكمة بالسرد ) .
( يجول بين رأسه والكرد ... ) .
يعني العنق ويقول فيه أيضا