( فقلت له وأنكر بعض شأني ... ألم تعرف رقاب بني تميم ) .
وكان المؤمل وأهله يخالفون جمهور بني سعد في المقالة فلشدة تحدبه على سعد وشفقته عليهم كان يناضل عند السلطان كل من سعى على أهل مقالتهم وان كان قوله خلاف قولهم حدبا عليهم وكان صالح المري القاص العابد البليغ كثيرا ما ينشد في قصصه وفي واعظه هذا البيت .
( فبات يروي أصول الفسيل ... فعاش الفسيل ومات الرجل ) .
وأنشد الحسن في مجلسه وفي قصصه وفي مواعظه .
( ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الاحياء ) .
وأنشد عبد الصمد بن الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي الخطيب القاص الشجاع إما في قصصه وإما في خطبه C سبحانه وتعالى .
( أرض تخيرها لطيب مقيلها ... كعب بن مامة وابن أم دؤاد ) .
( جرت الرياح على محل ديارهم ... فكأنهم كانوا على ميعاد ) .
( فأرى النعيم وكل ما يلهى به ... يوما يصيرإلى بلى ونفاد ) .
وقال ابوالحسن خطب عبد الله بن الحسن على منبر البصرة في العيد فأنشد في خطبته .
( أين الملوك التي عن حظها غفلت ... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها ) .
( تلك المدائن بالآفاق خالية ... أمست خلاء وذاق الموت باليها ) .
وكان مالك بن دينار يقول في قصصه ما أشد فطام الكبير .
وهو كما قال القائل .
( وتروض عرسك بعد ما هرمت ... ومن العناء رياضة الهرم ) .
ومثله ايضا قول صالح بن عبد القدوس .
( والشيخ لا يترك اخلاقه ... حتى يوارى في ثرى رمسه ) .
( اذا ارعوى عاد الى جهله ... كذي الضنى عاد الى نكسه ) .
قال كلثوم بن عمرو العتابي .
( وكنت امرأ لو شئت ان تبلغ المدى ... بلغت بأدنى نعمة تستديمها ) .
( ولكن فطام النفس أثقل محملا ... من الصخرة الصماء حين ترومها ) .
وكانوا يمدحون الجهير الصوت ويذمون الضئيل الصوت ولذلك تشادقوا