وهل أهلك ظليم البراجم الا قول الشاعر .
( ان ابانا فقحة لدارم ... كما الظليم فقحة البراجم ) .
وهل اهلك بني العجلان الا قول الشاعر .
( اذا الله عادى أهل لؤم ودقة ... فعاد بني العجلان رهط ابن مقبل ) .
( قبيلته لا يغدرون بذمة ... ولا يظلمون الناس حبة خردل ) .
( ولا يردون الماء الا عشية ... اذا صدر الوراد عن كل منهل ) .
واما قول الاخطل .
( وقد سرني من قيس عيلان أنني ... رايت بني العجلان سادوا بني بدر ) .
فان هذا البيت لم ينفع بني العجلان ولم يضر بني بدر .
قال ابوعبيدة كان الرجل من بني أنف الناقة اذا قيل له ممن الرجل قال من بني قريع فما هو الا ان قال الحطيئة .
( قوم هم الأنف والاذناب غيرهم ... ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا ) .
فصار الرجل منهم اذا قيل له ممن أنت قال من بني أنف الناقة .
وناس سلموا من الهجاء بالخمول والقلة كما سلمت غسان وغيلان ومن قبائل عمرو بن تميم وابتليت الحبطات لأنها أنبه والنباهة التي لا يضر معها الهجاء مثل نباهة بني بدر وبني فزارة ومثل نباهة بني عدس بن زيد وبني عبد الله بن دارم ومثل نباهة الديان بن عبد المدان وبني الحرث بن كعب فليس يسلم من مضرة الهجاء الا خامل جدا او نبيه جدا وقد هجيت فزارة بأكل أير الحمار وبكثرة شعر القفا لقول الحرث بن ظالم .
( فما قومي بثعلبة بن سعد ... ولا بفزارة الشعر الرقاب ) .
ثم افتخر مفتخرهم بذلك ومدحهم به الشاعر فقال مزرد بن ضرار .
( منيع بين ثعلبة بن سعد ... وبين فزارة الشعر الرقاب ) .
( فما من كان بينكما بنكس ... لعمرك في الخطوب ولا بكاب ) .
وأماقصة أير الحمار فانما اللوم على المطعم لرفيقة ما لا يعرفه فهل كان علىالفزاري في حق الأنفة أكثر من قتل من أطعمه الجوفان من حيث لا يدري فقد هجوا بذلك وشرفهم وافر وقد هجيت الحرث بن كعب وكتب الهيثم ابن عدي فيهم كتابا فما ضعضع ذلك منهم حتى كأنه قد كتبه لهم