قال وبنو ضرار احد بني ثعلبة بن سعد لما مات أبوهم وترك الثلاثة الشعراء صبيانا وهم شماخ ومزرد وجزء أرادت أمهم وهي أم أوس ان تتزوج رجلا يسمى أوسا وكان أوس هذا شاعرا فلما رآه بنو ضرار بفناء امهم للخطبة تناول شماخ حبل الدلو ثم متح وهو يقول .
( أم أويس نكحت أويسا ... ) .
وجاء مزرد فتناول الحبل فقال .
( أعجبها حذارة وكيسا ... ) .
وجاء جزء فتناول الحبل فقال .
( أصدق منها لجبة وتيسا ... ) .
فلما سمع أويس رجز الصبيان بها هرب وتركها .
قال ابو عبيدة كان الرجل من بني نمير اذا قيل له ممن الرجل قال نميري كما ترى فما هو إلا ان قال جرير .
( فغض الطرف انك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا ) .
فصار الرجل من بني نمير اذا قيل له ممن الرجل قال من بني عامر قال فعند ذلك قال الشاعر يهجو قوما اخرين .
( وسوف يزيدكم ضعة هجائي ... كما وضع الهجاء بني نمير ) .
فلما هجاهم ابو الرديني العكلي فتوعدوه بالقتل قال ابوالرديني .
( أتوعدني لتقتلني نمير ... متى قتلت نمير من هجاها ) .
فشد عليه رجل منهم فقتله وما علمت في العرب قبيلة لقيت من جميع ما هجيت به ما لقيت نمير من بيت جرير ويزعمون ان امرأة مرت بمجلس من مجالس بني نمير فتأملها ناس منهم فقالت يا بني نمير لا قول الله سمعتم ولا قول الشاعر أطعتم قال الله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) وقال الشاعر .
( فغض الطرف انك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا ) .
وأخلق بهذا الحديث ان يكون مولدا ولقد أحسن من ولده وفي نمير شرف كثير وهل أهلك عنزة وجرما وعكلا وسلول وباهلة وغنيا الا الهجاء وهذه قبائل فيها فضل كثير وبعض النقص فمحق ذلك الفضل كله هجاء الشعراء وهل فضح الحبطات مع شرف حسكة بني عتاب وعباد بن الحصين وولده الا قول الشاعر .
( رأيت الخمر من شر المطايا ... كما الحبطات شر بني تميم )