آدم عليه السلام .
قال ابو عبيدة حدثنا مسمع بن عبد الملك عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن آبائه قال اول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة قال النبي شهدت الفجار وانا ابن أربع عشرة سنة وكنت أنبل على عمومتي يريد أجمع لهم النبل قال ابو عبيدة فقال له يونس صدقت يا أبا يسار هكذا حدثني نصر بن طريف .
وروى قيس بن الربيع عن بعض أشياخه عن ابن عباس ان الله ألهم إسماعيل العربية إلهاما وقال الله تبارك وتعالى ( وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم ) قال قد يرسل الله الرسول إلى قومه ولو ارسل في ذلك الوقت إلي قوم اخرين لما كان الثاني ناقضا للاول واذا كان الأمر كذلك كان قومه أول من يفهم عنه ثم يصيرون حجة على غيرهم واذا كان الله D قد بعث محمد الىالعجم فضلا عن العرب فقحطان وان لم يكونوا من قومه أحق بلزوم الغرض من سائر العجم وهذا الجواب جواب عوام النزارية فأما الخواص الخلص فانهم قالوا العرب كلهم شيء واحد لان الدار والجزيرة واحدة والاخلاق والشيم واحدة وبينهم من التصاهر والتشابك والاتفاق في الاخلاق وفي الاعراق من جهة الحؤولة والمرددة والعمومة المشتبكة ثم المناسبة التي بنيت علىغريزة التربة وطباع الهواء والماء فهم في ذلك شيء واحد في الطبيعة واللغة والهمة والشمائل والمراعي والراية والصناعة والشهوة فاذا بعث الله D نبيا من العرب فقد بعثه الى جميع العرب وكلهم قومه ولانهم جميعا يد على العجم وعلى من حاربهم من الامم لان تناكحهم لا يعدوهم وتصاهرهم مقصور عليهم .
قالوا والمشاكلة من جهة الاتفاق في الطبيعة والعادة ربما كانت أبلغ واوغل من المشاكلة من جهة الرحم نعم حتى تراه أغلب عليه من أخيه لأمه وأبيه وربما كانت أشبه به خلقا وخلقا وأدبا ومذهبا فيجوز ان يكون الله تبارك وتعالى حين حول إسماعيل عربيا ان يكون كما حول طبع لسانه الى لسانهم وباعده من لسان العجم ان يكون أيضا حول سائر غرائزة وسلخ سائر طبائعه فنقلها كيف احب وركبها كيف شاء ثم فضله بعد ذلك بما