فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ) .
قال حدثنا علي بن مجاهد قال حدثنا هشام بن عروة قال سمع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رجلا ينشد .
( متى تأته تعشو الى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد ) .
فقال عمر ذاك رسول الله وقد كان الناس يستحسنون قول الاعشى .
( تشب لمقرورين يصطليانها ... وبات على النار الندى والمحلق ) .
فلما قال الحطيئة البيت الذي كتبناه قبل هذا سقط بيت الاعشى .
وقال رسول الله لا يزال المسروق منه في تهمة من هو بريء حتى يكون اعظم جرما من السارق .
وقال ابو الحسن أجرى الخيل وسابق بينها فجاء فرس له أدهم سابقا فجثا رسول الله على ركبتيه وقال ماهو إلا البحر ح .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كذب الحطيئة حيث يقول .
( وان جياد الخيل لا تستفزنا ... ولا جاعلات العاج فوق المعاصم ) .
وقد زعم ناس من العلماء انه لم يستفزه سبق فرسه ولكنه اراد إظهار حب الخيل وتعظيم شأنها .
وكان رسول الله يأكل على الارض ويجلس على الارض ويلبس العباء ويجالس المساكين ويمشي في الاسواق ويتوسد يده الشريفة ويقص من نفسه ويلطع أصابعه ولا يأكل متكئا ولم يرقط ضاحكا ملء فيه وكان يقول انما انا عبد اكل كما يأكل العبد واشرب كما يشرب العبد ولو دعيت الى ذراع لأجبت ولو أهدى الي كراع لقبلت لم يأكل قط وحده ولا ضرب عبده ولا ضرب احدا بيده الا في سبيل ربه ولو لم يكن من كرم عفوه ورجاحة حلمه الا ما كان منه يوم فتح مكة لقد كان ذلك من أكمل الكمال وذلك انه حين دخل مكة عنوة وقد قتلوا أعمامه وبني أعمامه وأولياءه وقادة انصاره بعد ان حصروه في الشعاب وعذبوا أصحابه بأنواع العذاب وجرحوه في بدنه واذوه في نفسه وسفهوا عليه وأجمعوا على كيده فلما دخلها بغير حمدهم وظهر عليهم على ضغن منهم قام فيهم