( ادباء إما جئتهم خطباء ... ضمناء كل كتيبة جرار ) .
ولما خطب سفيان بن الابرد الاصم الكلبي فبلغ في الترغيب والترهيب المبالغ ورأى عبد الله بن هلال اليشكري ان ذلك قد فت أعضاد أصحابه أنشأ يقول .
( لعمري لقد قام الأصم بخطبة ... لها في صدور المسلمين غليل ) .
( لعمري لئن أعطيت سفيان بيعتي ... وفارقت ديني إنني لجهول ) .
وقال أحد الخطباء الذين تكلموا عند الاسكندر ميتا كان أمس أنطق منه اليوم وهو اليوم أوعظ منه أمس فأخذ ا بو العتاهية هذا المعنى بعينه فقال .
( بكيتك يا علي بدر عيني ... فلم يغن البكاء عليك شيا ) .
( طوتك خطوب دهرك بعد نشر ... كذاك خطوبه نشرا وطيا ) .
( كفى حزنا بدفنك ثم اني ... نفضت تراب قبرك من يديا ) .
( وكانت في حياتك لي عظات ... وأنت اليوم أوعظ منك حيا ) .
ومن الاسجاع الحسنة قول الاعرابية لابنها حين خاصمته الى عامل الماء أما كان بطني لك وعاء أما كان حجري لك فناء أما كان ثديي لك سقاء فقال ابنها أصبحت خطيبة رضي الله تعالى عنك .
وقال النمر بن تولب .
( وقالت ألا فاسمع للفظي وخطبتي ... فقلت سمعنا فانطقي وأصيبي ) .
( فلم تنطقي حقا ولست بأهله ... فقبحت لي من قائل وخطيب ) .
وقال أبو عياد كاتب ابي خالد ما جلس احد قط بين يدي إلا تمثل لي اني سأجلس بين يديه .
قال الله D ( وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ) ليس يريد بلاغة اللسان وان كان اللسان لا يبلغ من القلوب حيث يريد الا بالبلاغة .
وكانت خطبة قريش في الجاهلية - يعني خطبة النساء - باسمك اللهم ذكرت فلانة وفلان بها مشغوف باسمك اللهم لك ما سألت ولنا ما أعطيت .
ولما مات عبد الملك بن مروان صعد المنبر الوليد ابنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لم أر مثلها مصيبة ولم أر مثلها ثوابا موت امير المؤمنين والخلافة بعده إنا لله وإنا إليه راجعون فالحمد لله على المصيبة والحمد لله على النعمة انهضوا