القرى فان لكل قوم حاشية وسفلة فما هم في ذلك الا كغيرهم .
وكيف تقول مثل ذلك في هؤلاء وفيهم الفقهاء والشعراء والخطباء مثل الكميت بن زيد وعبد الحميد الكاتب وقيس بن سعد وعطاء بن أبي رباح .
ومثل عبد الكريم بن ابي أمية وحسين المعلم وابي سعيد المعلم .
ومن المعلمين الضحاك بن مزاحم ابو معبد الجهني وعامر الشعبي فكانا يعلمان أولاد عبد الملك بن مروان وكان ابو معبد يعلم سعيدا .
ومنهم ابو سعيد المؤدب - وهو غير ابي سعيد المعلم - وكان يحدث عن هشام ابن عروة وغيرهم .
ومنهم عبد الصمد بن عبد الاعلى وكان معلم ولد عتبة بن ابي سفيان .
وكان اسماعيل بن علي ألزم بعض بنيه عبد الله بن المقفع ليعلمه .
وكان ابو بكر عبد الله بن كيسان معلما .
ومنهم محمد بن السكن وما كان عندنا بالبصرة رجلان ادرى بصنوف العلم ولا احسن بيانا من ابي الوزير وابي عدنان المعلمين وحالهما من اول ما اذكر من ايام الصبا .
وقد قال الناس في ابي البيداء وفي ابي عبد الله الكاتب وفي الحجاج بن يوسف وابيه ما قالوا .
وقد أنشدوا مع هذا الخبر شاهدا من الشعر على ان الحجاج وأباه كانا معلمين بالطائف .
ثم رجع بنا القول الى الكلام الاول قالوا احق الناس بالرحمة عالم يجري عليه حكم جاهل وكتب الحجاج الىالمهلب يعجله في حرب الازارقة ويسمعه فكتب اليه المهلب ان البلاء كل البلاء اي يكون الرأي لمن يملكه دون من يبصره .
باب في التشادق والاغراق في القول .
قال بعض الربانيين من الادباء واهل المعرفة من البلغاء ممن يكره التشادق والتعمق ويبغض الاغراق في القول والتكلف والاجتلاب ويعرف اكثر ادواء الكلام ودوائه وما يعتري المتكلم من الفتنة بحسن ما يقول وما يعرض