تعالى عنه لهذا العقل تحاكمت اليك العرب ونظر عمر الى الأحنف وعنده الوفد والأحنف ملتف في بت له فترك جميع القوم واستنطقه فلما تبعق منه ما تعبق وتكلم بذلك الكلام البليغ المصيب وذهب ذلك المذهب لم يزل عنده في علياء ثم صار الى ان عقد له الرياسة ثابتا له ذلك الى ان فارق الدنيا .
ونظر النعمان بن المنذر الى ضمرة بن ضمرة فلما رأى دمامته وقلته قال تسمع بالمعيدي لا ان تراه هكذا تقول العرب فقال ضمرة أبيت اللعن ان الرجال لا تكال بالقفزان وانما المرء بأصغريه لا لسانه وقلبه وكان ضمرة خطيبا وكان فارسا شاعرا شريفا سيدا .
وكان لرمق بن زيد مدح أبا جبيلة الغساني وكان الرمق دميما قصيرا فلما أنشده وحاوره قال عسل طيب في ظرف سوء .
قال وتكلم علباء بن الهيثم السدوسي لدى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وكان علباء اعور دميما فلما رأى براعته وسمع بيانه أقبل عمر يصعد فيه بصره ويحدره فلما خرج قال عمر لكل أناس في جميلهم خبرة .
قال ابو عثمان وأنشدت سهل بن هرون قول سلمة بن خرشب وشعره الذي أرسل به الى سبيع التغلبي في شأن الرهن التي وضعت على يديه في قتال عبس وذبيان فقال سهل بن هرون والله لكأنه قد سمع رسالة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الى أبي موسى الأشعري في سياسة القضاء وتدبير الحكم والقصيدة قوله .
( أبلغ سبيعا وأنت سيدنا ... قدما وأوفى رجالنا ذمما ) .
( أن بغيضا وأن إخوتها ... ذبيان قد ضرموا الذي اضطرما ) .
( نبئت أن حكموك بينهم ... فلا يقولن بئس ما حكما ) .
( ان كنت ذا خبرة بشأنهم ... تعرف ذا حقهم ومن ظلما ) .
( وتنزل الأمر في منازله ... حكما وعلما وتحضر الفهما ) .
( ولا تبالي من المحق ولا المبطل ... لا إلة ولا ذمما ) .
( فاحكم وأنت الحكيم بينهم ... لن تعدموا الحكم ثابتا صتما ) .
( واصدع أديم السواء بينهم ... على رضى من رضي ومن رغما )