أصلها ويحتمل أن يكون لتغليب غير المرتابين منهم فإنه كان فيهم من يعرف الحق وإنما ينكر عنادا وكذلك قوله تعالى ( إن كنتم في ريب من البعث ) والتغليب باب واسع يجري في فنون كثيرة كقوله تعالى ( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا ) أدخل شعيب عليه السلام في لتعودن في ملتنا بحكم التغليب إذ لم يكن شعيب في ملتهم أصلا ومثله قوله تعالى ( إن عدنا في ملتكم ) وكقوله تعالى ( وكانت من القانتين ) عدت الأنثى من الذكور بحكم التغليب وكقوله تعالى ( فسجدوا إلا إبليس ) عد إبليس من الملائكة بحكم التغليب وكقوله تعالى ( بل أنتم قوم تجهلون ) بتاء الخطاب غلب جانب أنتم على جانب قوم ومثله ( وما ربك بغافل عما تعملون ) فيمن قرأ بالتاء وكذا قوله تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) غلب المخاطبون في قوله لعلكم تتقون على الغائبين في اللفظ والمعنى على إرادتهما جميعا لأن لعل متعلقة بخلقكم لا باعبدوا وهذا من