مقطوعا به قال الزمخشري وللجهل بموقع إن وإذا يزيغ كثير من الخاصة عن الصواب فيغلطون ألا ترى إلى عبد الرحمن بن حسان كيف أخطأ بهما الموقع في قوله يخاطب بعض الولاة وقد سأله حاجة فلم يقضها ثم شفع له فيها فقضاها .
( ذممت ولم تحمد وأدركت حاجتي ... تولى سواكم أجرها واصطناعها ) .
( أبي لك كسب الحمد رأي مقصر ... ونفس أضاق الله بالخير باعها ) .
( إذا هي حثته على الخير مرة ... عصاها وأن همت بشر أطاعها ) .
فلو عكس لأصاب وقد تستعمل أن في مقام القطع بوقوع الشرط لنكتة كالتجاهل لاستدعاء المقام إياه وكعدم جزم المخاطب كقولك لمن يكذبك فيما تخبر إن صدقت فقل ماذا تفعل وكتنزيله منزلة الجاهل لعدم جريه على موجب العلم كما تقول لمن يؤذي أباه إن كان أباك فلا تؤذه وكالتوبيخ على الشرط وتصوير أن المقام لاشتماله على ما يقلعه عن أصله لا يصح إلا لفرضه كما يفرض المحال لفرض قوله تعالى ( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين ) فيمن قرأ إن بالكسر لقصد التوبيخ والتجهيل في ارتكاب الإسراف وتصوير أن الإسراف من العاقل في هذا المقام واجب الانتفاء حقيقي أن لا يكون ثبوته له إلا على مجرد الفرض وكتغليب غير المتصف بالشرط على المتصف به ومجيء قوله تعالى ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ) بأن يحتمل أن يكون للتوبيخ على الريبة لاشتمال المقام على ما يقلعها عن