وسماه الشيخ عبد القاهر مغالطة وأما الثاني فكقوله تعالى ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) قالوا ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يتزايد قليلا قليلا حتى يمتلىء ويستوي ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ وكقوله تعالى ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل ) سألوا عن بيان ما ينفقون فأجيبوا ببيان المصرف ومنه التعبير عن المستقبل بلفظ المضي تنبيها على تحقق وقوعه وأن ما هو للوقوع كالواقع كقوله تعالى ( ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) وقوله ( ويوم تسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) وقوله تعالى ( ونادى أصحاب النار ) وقوله تعالى ( ونادى أصحاب الأعراف ) جعل المتوقع الذي لا بد من وقوعه بمنزلة الواقع .
وعن حسان أن ابنه عبد الرحمن لسعه زنبور وهو طفل فجاء إليه يبكي فقال له يا بني مالك قال لسعني طوير كأنه ملتف في بردي حبرة فضمه إلى صدره وقال له يا بني قد قلت الشعر .
ومثله التعبير