وقوله ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا ) وقول الشاعر .
( إن تسألوا الحق نعط الحق سائله ... ) .
بدل نعطكم إياه وإما لإدخال الروع في ضمير السامع وتربية المهابة وإما لتقوية داعي المأمور مثالهما قول الخلفاء أمير المؤمنين يأمرك بكذا وعليه من غيره فإذا عزمت فتوكل على الله وإما للاستعطاف كقوله .
( إلهي عبدك العاصي أتاكا ... ) .
وإما لنحو ذلك قال السكاكي هذا غير مختص بالمسند إليه ولا بهذا القدر بل التكلم والخطاب والغيبة مطلقا ينقل كل واحد منها إلى الآخر ويسمى هذا النقل التفاتا عند علماء المعاني كقول ربيعة بن مقروم .
( بانت سعاد فأمسى القلب معمودا ... وأخلفتك ابنة الحر المواعيدا ) .
فالتفت كما ترى حيث لم يقل وأخلفتني وقوله .
( تذكرت والذكرى تهيجك زينبا ... وأصبح باقي وصلها قد تقضبا ) .
( وحل بفلج فالأباتر أهلنا ... وشطت فحلت غمرة فمثقبا ) .
فالتفت في البيتين والمشهور عند الجمهور أن الالتفات هو التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة بعد التعبير عنه بطريق آخر منها وهذا أخص من تفسير السكاكي لأنه أراد بالنقل أن يعبر بطريق من هذه الطرق عما عبر عنه بغيره أو كان مقتضى الظاهر أن يعبر عنه بغيره