انهزامهم ومن الناس من جعلهما متساويين وإن كان الثاني دون الأول في البلاغة فهو مذموم مردود كقول أبي تمام .
( هيهات لا يأتي الزمان بمثله ... إن الزمان بمثله لبخيل ) وقول أبي الطيب .
( أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ... ولقد يكون به الزمان بخيلا ) .
فإن مصراع أبي تمام أحسن سبكا من مصراع أبي الطيب أراد أن يقول ولقد كان الزمان به بخيلا فعدل عن الماضي إلى المضارع للوزن .
فإن قلت المعنى إن الزمان لا يسمح بهلاكه قلت السخاء بالشيء هو بذله للغير فإذا كان الزمان قد سخا به فقد بذله فلم يبق في تصريفه حتى يسمح بهلاكه أو يبخل به وإن كان مثله فالخطب فيه أهون وصاحب الثاني أبعد من المذمة والفضل لصاحب الأول كقول بشار .
( يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا ) وقول ابن الشحنة الموصلي .
( وإني أمرؤ أحببتكم لمكارم ... سمعت بها والأذن كالعين تعشق ) وكذا قول القاضي الأرجاني .
( لم يبكني إلا حديث فراقكم ... لما أسر به إلى مودعي ) .
( هو ذلك الدر الذي أودعتم ... في مسمعي ألقيته من مدمعي )