( وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني ... وأشمت بي من كان فيك يلوم ) .
وإما لأن المقام مقام الغيبة لكون المسند إليه مذكورا أو في حكم المذكور لقرينة كقوله .
( من البيض الوجوه بني سنان ... لو أنك تستضيء بهم أضاءوا ) .
( هم حلوا من الشرف المعلى ... ومن حسب العشيرة حيث شاءوا ) .
وقوله تعالى ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) أي العدل وقوله تعالى ( ولأبويه لكل واحد منهما السدس ) أي ولأبوي الميت وأصل الخطاب أن يكون لمعين وقد يترك إلى غير معين كما تقول فلان لئيم إن أكرمته أهانك وإن أحسنت إليه أساء إليك فلا تريد مخاطبا بعينه بل تريد إن أكرم أو أحسن فتخرجه في صورة الخطاب ليفيد العموم أي سوء معاملته غير مختص بواحد دون واحد وهو في القرآن كثير كقوله تعالى ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ) أخرج في صورة الخطاب لما أريد العموم للقصد إلى تفظيع حالهم وأنها تناهت في الظهور حتى امتنع خفاؤها فلا تختص بها رؤية راء بل كل من يتأتى منه رؤية داخل في هذا الخطاب .
وإن كان بالعملية فإما لإحضاره بعينه في ذهن السامع ابتداء باسم مختص به كقوله تعالى ( قل هو الله أحد ) وقول الشاعر