والتحقير في قوله تعالى في حق النبي عن الكفار ( هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد ) كأن لم يكونوا يعرفون عنه إلا أنه رجل ما والتعريض في قوله تعالى ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) وفي مجيء هذا اللفظ على الإبهام فائدة أخرى وهي أنه يبعث المشركين على الفكر في حالة أنفسهم وحال النبي والمؤمنين وإذا فكروا فيما هم عليه من إغارات بعضهم عل بعض وسبي ذراريهم واستباحة أموالهم وقطع الأرحام وإتيان الفروج الحرام وقتل النفوس التي حرم الله قتلها وشر الخمر التي تذهب العقول وتحسن ارتكاب الفواحش وفكروا فيما النبي عليه من صلة الأرحام واجتناب الآثام والأمر بالمعروف والنهي عن ا لمنكر وإطعام المساكين وبر الوالدين والمواظبة على عبادة الله تعالى علموا أن النبي على هدى وأنهم على الضلالة فبعثهم ذلك على الإسلام وهذه فائدة عظيمة .
القول بالموجب .
ومنه القول بالموجب وهو ضربان أحدهما أن تقع صفة في كلام الغير كناية عن شيء أثبت له حكم فثبت في كلامك تلك الصفة لغير ذلك الشيء من غير تعرض لثبوت ذلك الحكم له أو انتفائه عنه كقوله تعالى ( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) فإنهم كنوا بالأعز عن فريقهم