لا ما جعله من التأديب على الإساءة باستحسان غير الحبيب وأما الثالث فكقول مسلم بن الوليد .
( يا واشيا حسنت فينا إساءته ... نجى حذارك إنساني من الغرق ) .
فإن استحسان إساءة الواشي ممكن لكن لما خالف الناس فيه عقبه بذكر سببه وهو أن حذاره من الواشي منعه من البكاء فسلم إنسان عينه من الغرق في الدموع وما حصل ذلك فهو حسن وأما الرابع فكمعنى بيت فارسي ترجمته .
( لو لم تكن نية الجوزاء خدمته ... لما رأيت عليها عقد منتطق ) .
فإن نية الجوزاء خدمته ممتنعة .
ومما يلحق بالتعليل وليس به لبناء الأمر فيك على الشك نحو قول أبي تمام .
( ربى شفعت ريح الصبا لرياضتها ... إلى المزن حتى جادها وهو هامع ) .
( كأن السحاب الغر غيبن تحتها ... حبيبا فما ترقا لهن مدامع ) وقول أبي الطيب .
( رحل العزاء برحلتي فكأنني ... أتبعته الأنفاس للتشييع ) .
علة تصعيد الأنفاس في العادة هي التحسر والتأسف لا ما جوز أن يكون إياه والمعنى رحل عني العزاء بارتحالي عنك أي معه أو بسببه فكأنه لما كان الصدر محل الصبر وكانت الأنفاس تتصعد منه أيضا صار العزاء وتنفس الصعداء كانهما نزيلان فلما رحل ذلك كان حقا على هذا أن يشيعه قضاء لحق الصحبة