سقط في أيديهم ) أي ولما اشتد ندمهم وحسرتهم على عبادة العجل لأن من شأن من اشتد ندمه وحسرته أن يعض يده غما فتصير يده مسقوطا فيها لأن فاه قد وقع فيها وكذا قول أبي الطيب كناية عن الكذب .
( تشتكي ما اشتكيت من ألم الشوق ... إليها والشوق حيث النحول ) وكذا قوله .
( إلى كم ترد الرسل عما أتوا له ... كأنهم فيما وهبت ملام ) .
فإن أوله كناية عن الشجاعة وآخره كناية عن السماحة وكذا قول أبي تمام .
( فإن أنا لم يحمدك عني صاغرا ... عدوك فاعلم أنني غير حامد ) .
يريد بحمده عنه حفظه مدحه فيه وإنشاده أي إن لم أكن أجيد القول في مدحك حتى يدعو حسنه عدوك إلى أن يحفظه ويلهج به صاغرا فلا تعدني حامدا لك بما أقول فيك ووصفه بالصغار لأن من يحفظ مديح عدوه وينشده فقد أذل نفسه فكنى بحفظ عدو الممدوح مدحه ما عن إجادته القول في مدحه وكذا قول من يصف راعي إبل أو غنم .
( ضعيف العصا بادي العروق ترى له ... عليها إذا ما أجدب الناس إصبعا ) .
وقول الآخر .
( صلب العصا بالضرب قد دماها ... )