وثالثها المرشحة وهي التي قرنت بما يلائم المستعار منه كقوله .
( ينازعني ردائي عبد عمرو ... رويدك يا أخا عمرو بن بكر ) .
( لي الشطر الذي ملكت يميني ... ودونك فاعتجر منه بشطر ) .
فإنه استعار الرداء للسيف لنحو ما سبق ووصفه بالاعتجار الذي هو وصف الرداء فنظر إلى المستعار منه وعليه قوله تعالى ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم ) فإنه استعار الاشتراء للاختيار وقفاه بالربح والتجارة اللذين هما من متعلقات الاشتراء فنظر إلى المستعار منه .
وقد يجتمع التجريد والترشيح كما في قول زهير .
( لدى أسد شاكي السلاح مقذف ... له لبد أظفاره لم تقلم ) .
والترشيح أبلغ من التجريد لاشتماله على تحقيق المبالغة ولهذا كان مبناه على تناسي التشبيه حتى إنه يوضع الكلام في علو المنزلة وضعه وفي علو المكان كما قال أبو تمام .
( ويصعد حتى يظن الجهول ... بأن له حاجة في السما ) .
فلولا أن قصده أن يتناسى التشبيه ويصمم على إنكاره فيجعله صاعدا في السماء من حيث المسافة المكانية لما كان لهذا الكلام وجه وكما قال ابن الرومي .
( يا آل نوبخت لا عدمتكم ... ولا تبدلت بعدكم بدلا )