صفة الأنوثة واعتقدوا وجودها فيهم وعن هذا الاعتقاد صدر عنهم للملائكة إطلاق اسم الإناث عليهم لا أنهم أطلقوه من غير اعتقاد ثبوت معناه لهم بدليل قوله تعالى ( أشهدوا خلقهم ) وإذا كان نقل الاسم تبعا لنقل المعنى كان الاسم مستعملا فيما وضع له ولهذا صح التعجب في قول ابن العميد .
( قامت تظللني من الشمس ... نفس أعز علي من نفسي ) .
( قامت تظللني ومن عجب ... شمس تظللني من الشمس ) والنهي عنه في قول الآخر .
( لا تعجبوا من بلي غلالته ... قد زر أزراره على القمر ) وقوله .
( ترى الثياب من الكتان يلمحها ... نور من البدر أحيانا فيبليها ) .
( فكيف تنكر أن تبلى معاجرها ... والبدر في كل وقت طالع فيها ) .
والجواب عنه أن ادعاء دخول المشبه في جنس المشبه به لا يخرج اللفظ عن كونه مستعملا في غير ما وضع له وأما التعجب والنهي عنه فيما ذكر فلبناء الاستعارة على تناسي التشبيه قضاء لحق المبالغة فإن قيل إصرار المتكلم على ادعاء الأسدية للرجل ينافي نصبه قرينة مانعة من أن يراد به السبع المخصوص قلنا لا منافاة ووجه التوفيق ما ذكره السكاكي وهو أن تبنى دعوى الأسدية للرجل على ادعاء أن أفراد