وإن تعدد طرفه الثاني أعني المشبه به دون الأصل سمي تشبيه الجمع كقول البحتري .
( كأنما يبسم عن لؤلؤ ... منضد أو برد أو أقاح ) .
ومثله قول امرىء القيس .
( كأن المدام وصوب الغمام ... وريح الخزامى ونشر القطر ) .
( يعل به برد أنيابها ... إذا طرب الطائر والمستحر ) .
إلا أن فيه شوبا من القصد إلى هيئة الاجتماع .
وأما باعتبار وجهه فله ثلاث تقسيمات تمثيل وغير تمثيل ومجمل ومفصل وقريب وبعيد .
التمثيل ما وجهه وصف منتزع من متعدد أمرين أو أمور وقيده السكاكي بكونه غير حقيقي ومثل بصور مثل بها غيره أيضا منها قول ابن المعتز .
( اصبر على مضض الحسود ... فإن صبرك قاتله ) .
( فالنار تأكل نفسها ... إن لم تجد ما تأكله ) .
فإن تشبيه الحسود المتروك مقاولته مع تطلبه إياها لينال بها نفثة مصدور بالنار التي لا تمد بالحطب في أمر حقيقي منتزع من متعدد وهو إسراع الفناء لانقطاع ما فيه مدد البقاء ومنها قول صالح بن عبد القدوس .
( وإن من أدبته في الصبا ... كالعود يسقي الماء في غرسه ) .
( حتى تراه مونقا ناضرا ... بعد الذي أبصرت من يبسه )