من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم ) فإن قوله نساؤكم حرث لكم بيان لقوله فأتوهن من حيث أمركم الله يعني أن المأتى الذي أمركم به هو مكان الحرث دلالة على أن الغرض الأصلي في الإتيان هو طلب النسل لا قضاء الشهوة فلا تأتوهن إلا من حيث يتأتى فيه هذا الغرض وهو مما جاء في أكثر من جملة أيضا .
ونحوه في كونه أكثر من جملة قوله تعالى ( قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم ) فإن قوله ( والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى ) ليس من قول أم مريم وكذا قوله ( ألم ترك إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ) إن جعل من الذين بيانا للذين ( أوتوا نصيبا من الكتاب ) لأنهم يهود ونصارى أو لأعدائكم فإنه على الأول يكون قوله والله أعلم ( بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ) اعتراضا وعلى الثاني يكون كفى بالله وكفى بالله اعتراضا ويجوز أن يكون من الذين صلة لنصيرا أي ينصركم من الذين هادوا كقوله ( ونصرناه من القوم الذين كذبوا ) وأن يكون كلاما مبتدأ على أن يحرفون صفة مبتدأ محذوف تقديره من الذين هادوا قوم يحرفون كقوله