أمري ) فإن قوله اشرح لي يفيد طلب شرح لشيء ما له وقوله صدري يفيد تفسيره وبيانه وكذلك قوله ويسر لي أمري والمقام مقتض للتأكيد للإرسال المؤذن بتلقي المكاره والشدائد وكقوله تعالى ( وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ) ففي إبهامه وتفسيره تفخيم للأمر وتعظيم له ومن الإيضاح بعد الإبهام باب نعم وبئس على أحد القولين إذ لو لم يقصد الإطناب لقيل نعم زيد وبئس عمرو ووجه حسنه سوى الإيضاح بعد الإبهام أمران آخران أحدهما إبراز الكلام في مرض الاعتدال نظرا إلى إطنابه من وجه وإلى اختصاره من آخر وهو حذف المبتدأ في الجواب والثاني إيهام الجمع بين المتنافيين ومنه التوسيع وهو أن يؤتى في عجز الكلام بمعنى مفسر بأسمين أحدهما معطوف على الآخر كما جاء في الخبر يشيب ابن آدم ويشيب فيه خصلتان الحرص وطول الأمل وقول الشاعر .
( سقتني في ليل شبيه بشعرها ... شبيهة خديها بغير رقيب ) .
( فما زلت في ليلين شعر وظلمة ... وشمسين من خمر ووجه حبيب ) .
وقول البحتري .
( لما مشين بذي الأراك تشابهت ... أعطاف قضبان به وقدود ) .
( في حلتي حبر وروض فالتقى ... وشيان وشي ربي ووشي برود ) .
( وسفرن فامتلأت عيون راقها ... وردان ورد جنى وورد خدود )