قوته ولأنه أشد ما فيه وأصلبه فإذا وهن كان ما وراءه أوهن ووحده لأن الواحد هو الدال على معنى الجنسية وقصده إلى أن هذا الجنس الذي هو العمود والقوام وأشد ما تركب منه الجسد قد أصابه الوهن ولو جمع لكان قصد إلى معنى آخر وهو أنه لم يهن بعض عظامه ولكن كلها .
واعلم أن المراد بشمول الشيب الرأس أن يعم جملته حتى لا يبقى من السواد شيء أو لا يبقى منه إلا ما لا يعتد به والثاني أعني ما يكون جملة إما مسبب ذكر سببه كقوله تعالى ( ليحق الحق ويبطل الباطل ) أي فعل ما فعل وقوله ( وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك ) أي اخترناك وقوله ( ليدخل الله في رحمته من يشاء ) أي كان الكف ومنع التعذيب ومنه قول أبي الطيب .
( أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرهم وأتيناه على الهرم ) .
أي فساءنا أو بالعكس كقوله تعالى ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم ) أي فامتثلتم فتاب عليكم وقوله ( فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت ) أي فضربه بها فانفجرت ويجوز أن يقدر فإن ضربت بها فقد انفجرت