لا يهدي القوم الظالمين ) .
والثاني أن يحذف للدلالة على أنه شيء لا يحيط به الوصف أو لتذهب نفس السامع كل مذهب ممكن فلا يتصور مطلوبا أو مكروها إلا يجوز أن يكون الأمر أعظم منه ولو عين شيء اقتصر عليه وربما خف أمره عنده كقوله ( وسيق الذي اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) وكقوله ( ولو ترى إذ وقفوا على النار ) ( ولو ترى إذ وقفوا على ربهم ) ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ) .
وقال السكاكي C ولهذا المعنى حذفت الصلة من قولهم جاء بعد اللتيا والتي أي المشار إليه بهما وهي المحنة والشدائد قد بلغت شدتها وفظاعة شأنها مبلغا يبهت الواصف معه حتى لا يحير ببنت شفة وإما غير ذلك كقوله تعالى ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ) أي ومن أنفق من بعده وقاتل بدليل ما بعده ومن هذا الضرب قوله ( رب إني وهن العظم مني واشتغل الرأس