يعني على بقية من الليل .
وقول أبي الصلت عبد الله الثقفي يمدح ابن ذي يزن .
( فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... وفي رأس غمدان دارا منك محلالا ) وقول الآخر .
( لقد صبرت للذل أعواد منبر ... تقوم عليها في يديك قضيب ) ثم قال والوجه أن يقدر الاسم في الأمثلة مرتفعا بالظرف فإنه جائز باتفاق من صاحب الكتاب وأبي الحسن لاعتماده على ما قبله ثم اختار أن يكون الظرف ههنا خاصة في تقدير اسم فاعل وجوز أيضا أن يكون في تقدير فعل ماض مع قد ومنع أن يكون في تقدير فعل مضارع ولعله إنما اختار تقديره باسم فاعل لرجوع الحال حينئذ إلى أصلها في الإفراد ولهذا كثر مجيئها بلا واو وإنما جوز التقدير بفعل ماض أيضا لمجيئها بالواو قليلا وإنما منع التقدير بفعل مضارع لأنه لو جاز التقدير به لامتنع مجيئها بالواو ثم قال وربما يحسن مجيء الاسمية بلا واو لدخولها حرف على المبتدأ كما في قوله .
( فقلت عسى أن تبصريني كأنما ... بنى حوالي الأسود الحوارد ) .
فإنه لولا دخول كأن عليه لم يحسن الكلام إلا بالواو كقولك عسى أن تبصريني وبنى حوالي الأسود ثم قال وشبيه بهذا أن تقع حالا بعقب مفرد فيلطف مكانها بخلاف ما لو أفردت كقول ابن الرومي .
( والله يبقيك لنا سالما ... برداك تبجيل وتعظيم ) .
فإنه لو قال والله يبقيك بنا برداك تبجيل لم يحسن هذا كله إذا لم