وقول امرىء القيس .
( فأدرك لم يجهد ولم يثن شأوه ... ) .
وقول زهير .
( كأن فتات العهن في كل منزل ... نزلن به حب الفنا لم يحطم ) .
والسبب في أن جاز الأمران فيه إذا كان مثبتا دلالته على حصول صفة غير ثابتة لكونه فعلا وعدم دلالته على المقارنة لكونه ماضيا ولهذا اشترط أن يكون مع قد ظاهرة أو مقدرة حتى تقربه إلى الحال فيصبح وقوعه حالا وظاهر هذا يقتضي وجوب الواو في المنفي لانتفاء المعنيين لكنه لم يجب فيه بل كان مثله .
أما المنفي بلما فلأنها للاستغراق وأما المنفي بغيرها فلأنه لما دل على انتفاء متقدم وكان الأصل استمرار ذلك حصلت الدلالة على المقارنة عند إطلاقه بخلاف المثبت فإن وضع الفعل على إفادة التجدد وتحقيق هذا أن استمرار العدم لا يفتقر إلى سبب بخلاف استمرار الوجود كما بين في غير هذا العلم وإن كانت الجملة اسمية فالمشهور أنه يجوز فيها الأمران ومجيء الواو أولى أما الأول فالعكس ما ذكرناه في المصدرة بالماضي المثبت فمجيء الواو كقوله تعالى ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) وقوله ( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ) وقول امرىء القيس .
( أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال )