التقديم وتفاوت المعنى في الوجهين فلا تحمل نحو قوله تعالى ( آلله أذن لكم ) على التقديم فليس المراد أن الإذن ينكر من الله دون غيره ولكن احمله على الابتداء مرادا منه تقوية حكم الإنكار وفيه نظر لأنه إن أراد أن نحو هذا التركيب أعني ما يكون الاسم الذي يلي الهمزة فيه مظهرا لا يفيد توجه الإنكار إلى كونه فاعلا الفعل الذي بعده فهو ممنوع وإن أراد أنه يفيد ذلك إن قدر تقديم وتأخير وإلا فلا على ما ذهب إليه فيما سبق فهذه الصورة مما منع هو ذلك فيه على ما تقدم لا يقال قد يلي الهمزة غير المنكر في غير ما ذكرتم كما في قوله .
( أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ) .
فإن معناه أنه ليس بالذي يجيء منه أن يقتل مثلي بدليل قوله .
( يغط غطيط البكر شد خناقه ... ليقتلني والمرء ليس بقتال ) .
لأنا نقول ليس ذلك معناه لأنه قال والمشرفي مضاجعي فذكر ما يكون منعا من الفعل والمنع إنما يحتاج إليه مع من يتصور صدور الفعل منه دون من يكون في نفسه عاجزا عنه ومنها التهكم نحو ( أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء ) ومنها التحقير كقولك من هذا وما هذا ومنها التهويل كقراءة ابن عباس Bهما ( ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين من فرعون ) بلفظ الاستفهام لما وصف الله تعالى