ذكره وإنما معرفتهم ربهم على ألسنتهم .
وإنما عجرت الجن والإنس عن تأليف مثله لأن جميع الكلام الذي أبرزه رب العالمين للعباد إنما هو تسع وعشرون حرفا وضع في كل حرف أمرا من أموره وأعلم خواصه بذلك من الأنبياء وخاص الأولياء فمن دام على ذلك الأمر وخالصه وصفاه فاستوجب هذا النور الأعظم الذي إذا أشرق في صدره وطالع ما في حشو كل حرف من هذه الحروف فعندها يعقل تأليف رب العالمين .
قال له قائل اشرح لنا شيئا نفهم به بعض ما وصفت .
قال نبين ذلك في قوله ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ففي الباء بهاؤه وفي السين سناؤه وفي الميم مجده فمن أعطي في قلبه سراجا فأنار ذلك السراج في صدره عاين فؤاده ذلك البهاء والسناء والمجد وعاين ما أجرى إليه رب العالمين من بهائه وسنائه ومجده فأوصل إليه في دينه ودنياه فإذا عاين فؤاده ذلك كان كمثل من وضع بين يديه حقة وقد علم أنه فيها جوهر ثمين نفيس يخطف الأبصار تلألأ فيضيء القلوب شغوفا به فهو في ذلك حيران لا يلتذ ولا يبهج به لأنه سكران أو نائم فالسكران والنائم لا حظ لهما من اللذة والبهجة فإذا رفع عن الحقة رأسها وتلألأ ذلك الجوهر في