فطرب عقبة بن سلم وأجزل صلته وقام عقبة بن رؤبة فخرج عن المجلس بخزي وهرب من تحت ليلته فلم يعد إليه .
وذكر لي أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي هذا الخبر عن الجاحظ وزاد فيه الجاحظ قال فانظر إلى سوء أدب عقبة بن رؤبة وقد أجمل بشار محضره وعشرته فقابله بهذه المقابلة القبيحة وكان أبوه أعلم خلق الله به لأنه قال له وقد فاخره بشعره أنت يا بني ذهبان الشعر إذا مت مات شعرك معك فلم يوجد من يرويه بعدك فكان كما قال له ما يعرف له بيت واحد ولا خبر غير هذا الخبر القبيح الإخبار عنه الدال علي سخفه وسقوطه وسوء أدبه .
شعره في امرأة من البصرة .
أخبرني هاشم بن محمد قال حدثنا أبو غسان دماذ قال حدثنا أبو عبيدة قال .
كان بشار يهوى امرأة من أهل البصرة يقال لها عبيدة فخرجت عن البصرة إلى عمان مع زوجها فقال بشار فيها .
صوت .
( هَوى صاحبي ريحُ الشَّمالَ إذا جَرَتْ ... وأشفَى لقلبي أن تهُبّ جَنُوبُ ) .
( وما ذاكَ إلا أنها حين تنتهي ... تَناهَى وفيها من عُبيدَةَ طِيبُ ) .
( عَذيرِي من العُذَّال إذ يَعْذِلُونِنِي ... سَفَاهاً وما في العاذِلين لَبيبُ ) .
صوت .
( يقولونَ لو عَزَّيْتَ قلبَكَ لارْعَوَى ... فقلتُ وهل للعاشقين قُلوبُ )