الحسب المؤثل فعطف عليه الرجل فقال يا جرول بن نهشل إن الوهل فشل وليس هكذا البطل والقول يرفعه العمل ثم إنه طعن فرمى جرولا طعنة فكبا جواده فأخذه وكتفه ثم ساقه وهو يقول .
( إذا ما لِقيتَ امْرأً في الوَغَى ... فذكر بنَفسك يا جَرْوَلُ ) .
حتى انتهى به إلى قائد الجيش ورئيس القوم وكان قد عرف جبن جرول فقال له يا جرول ما عهدناك تقاتل الأبطال ولا تحب النزال فقال جرول مكره أخوك لا بطل فأعطاه رأس رجل من بني دارم ثم قال انطلق فالجبن شر من الإسار فعمد إليه الذي كان أسره فجرحه وقال له جئت تستنقذ الظعائن يا لها من ظعينة ما كان أضيعها ثم خلى سبيله وجرول يرى أن الرأس الذي أعطي من رؤوس حزبه فأتى أباه فقال يا أبت هكذا تلقى الأبطال وتسلم الأنفال الجدع خير من النفي ثم قال هذا رأس رجل قتلته فنظر إلى الرأس فإذا رأس رجل من أصحابه فجاء إخوة المقتول فقالوا أقيدونا جرولا بأخينا فإنه قتله فلما رأى جرول الشر وما وقع فيه أخبر أباه والقوم الخبر فعرفوا جبنه .
وأنه لم يكن يقتل الرجال فخلوا عنه وقالت عمرة أخت المقتول ترثي أخاها وتذكر جرولا .
( ألا يا قتيلا ما قتيلا معاشر ... ثوى بين أَحْجار صريعا وجنْدل ) .
( وقد يصبح الخيل المغيرة فيهم ... ويسْرع كر المُهْر في كُلّ جحْفِل ) .
( وَيَهدِي ضَلولَ القَومِ في لَيلة السُّرَى ... أمينُ القُوى في القَوم لَيس بزُمَّل ) .
( فأدَّى إلينا رَأْسَه ثمَّ جَرْولٌ ... فللَّه ماذا كان من فِعْل جَرْولِ )