( تَرِدُ الوحُوشُ إليه سارعةً ... والطيرُ أفواجاً من القُحم ) .
( قَلْقَلْتِ من وجْدٍ بكم كبدِي ... وصَدعتِ صَدْعاً غيرَ مُلتئِم ) .
( وترَكتِني لعواذلي غَرضاً ... كاللَّحم مُتَّرَكاً على الوَضَم ) .
( بَرِحَ الخفاءُ وقد علمتِ به ... إني لحُبِّك غيرُ مُكتتِم ) .
( أخفيتُه حتَّى وهَى جَلَدي ... وبرَى فؤادي واسْتباحَ دمي ) .
( يا أحسنَ الثّقلَين كلِّهم ... وأتمّ مَنْ يخطُو على قدَم ) .
( يَصْبُو الحليمُ لحُسْنِ بهْجتها ... ويزيدُه ألماً إلى ألم ) .
( تفترُّ عن سِمْطَيْن من برَدٍ ... مُتفلِّجٍ عن حُسن مبتَسم ) .
( كالأُقحوانِ لغِبِّ ساريةٍ ... جُنحَ العشاءِ يُنيرُ في الظُّلَم ) .
( حُمّ اللِّثاتِ يَرُوقُ ناظِرُه ... ما عِيبَ من رَوَقٍ ولا قصَم ) .
( تُومِي بكفٍّ رَطْبةٍ خُضِبَتْ ... وأناملٍ ينطُفن كالعَنَم ) .
( وبمقلةٍ حَوْراءَ ساجيةٍ ... وبحاجِبٍ كالنُّون بالقلَم ) .
( والجيدُ منها جِيدُ مُغزِلَةٍ ... تحْنُو إلى خِشْفٍ بذي سَلم ) .
( وكدُمْية المحرابِ ماثلة ... والفرْعُ جثْلُ النبت كالْحمَم ) .
( وكأنّ ريقتهَا إذا رقدت ... راحٌ يفُوحُ بأطيب النَسَم )