لعرض أحياء العرب وقال عمر بن شبة إن مصعب بن الزبير كان صاحب هذه القصة فقام إليه معبد بن خالد الجدلي وكان قصيرا دميما فتقدمه إليه رجل منا حسن الهيئة قال معبد فنظر عبد الملك إلى الرجل وقال ممن أنت فسكت ولم يقل شيئا وكان منا فقلت من خلفه نحن يا أمير المؤمنين من جديلة فأقبل على الرجل وتركني فقال من أيكم ذو الإصبع قال الرجل لا أدري قلت كان عدوانيا فأقبل على الرجل وتركني وقال لم سمي ذا الإصبع قال الرجل لا أدري فقلت نهشته حية في إصبعه فيبست فأقبل على الرجل وتركني فقال وبما كان يسمى قبل ذلك قال الرجل لا أدري قلت كان يسمى حدثان فأقبل على الرجل وتركني فقال من أي عدوان كان فقلت من خلفه من بني ناج الذين يقول فيهم الشاعر .
( وأما بَنُو ناجٍ فلا تَذْكُرَنَّهُمْ ... ولا تُتبِعَنْ عَينيكَ ما كان هالكا ) .
( إذا قلتُ معروفاً لأُصلِحَ بينهم ... يقول وُهَيبٌ لا أُسَالِمُ ذلكا ) .
وروى عمر بن شبة لا أسلم .
( فأضحى كظَهر الفحل جُبَّ سَنامُهُ ... يَدِبُّ إلى الأعداء أحدَبَ بارِكَا ) .
فأقبل على الرجل وتركني وقال أنشدني قوله .
( عذيرَ الحيّ من عَدوانَ ... ) .
قال الرجل لست أرويها قلت يا أمير المؤمنين إن شئت أنشدتك قال ادن مني فإني أراك بقومك عالما فأنشدته