يختلف إليه أياما وهو مضنى هالك حتى جاءته جارية من الحي فأخبرته الخبر فتركهم وركب بعض إبله وأخذ معه زادا ونفقة ورحل إلى الشام فقدمها وسأل عن الرجل فأخبر به ودل عليه فقصده وانتسب له إلى عدنان فأكرمه وأحسن ضيافته فمكث أياما حتى أنسوا به ثم قال لجارية لهم هل لك في يد تولينيها قالت نعم قال تدفعين خاتمي هذا إلى مولاتك .
فقالت سوءة لك أما تستحي لهذا القول فأمسك عنها ثم أعاد عليها وقال لها ويحك هي والله بنت عمي وما أحد منا إلا وهو أعز على صاحبه من الناس جميعا فاطرحي هذا الخاتم في صبوحها فإذا أنكرت عليك فقولي لها اصطبح ضيفك قبلك ولعله سقط منه .
فرقت الأمة وفعلت ما أمرها به .
فلما شربت عفراء اللبن رأت الخاتم فعرفته فشهقت ثم قالت اصدقيني عن الخبر فصدقتها .
فلما جاء زوجها قالت له أتدري من ضيفك هذا قال نعم فلان بن فلان للنسب الذي انتسب له عروة فقالت كلا والله يا هذا بل هو عروة بن حزام ابن عمي وقد كتم نفسه حياء منك .
وقال عمر بن شبة في خبره .
بل جاء ابن عم له فقال أتركتم هذا الكلب الذي قد نزل بكم هكذا في داركم يفضحكم فقال له ومن تعني قال عروة بن حزام العذري ضيفك هذا قال أو إنه لعروة بل أنت والله الكلب وهو الكريم القريب .
شهامة زوج عفراء وطيبته .
قالوا جميعا .
ثم بعث إليه فدعاه وعاتبه على كتمانه نفسه إياه وقال له بالرحب والسعة نشدتك الله إن رمت هذا المكان أبدا وخرج وتركه مع عفراء