أسعفته بطلبته قتلتني وسفكت دمي فأنشدك الله ورحمي وحقي فرق له وقال له يا بني أنت معدم وحالنا قريبة من حالك ولست مخرجها إلى سواك وأمها قد أبت أن تزوجها إلا بمهر غال فاضطرب واسترزق الله تعالى .
فجاء إلى أمها فألطفها وداراها فأبت أن تجيبه إلا بما تحتكمه من المهر وبعد أن يسوق شطره إليها فوعدها بذلك .
وعلم أنه لا ينفعه قرابة ولا غيرها إلا بالمال الذي يطلبونه فعمل على قصد ابن عم له موسر كان مقيما باليمن فجاء إلى عمه وامرأته فأخبرهما بعزمه فصوباه ووعداه ألا يحدثا حدثا حتى يعود .
يودع عفراء والحي .
وصار في ليلة رحيله إلى عفراء فجلس عندها ليلة هو وجواري الحي يتحدثون حتى أصبحوا ثم ودعها وودع الحي وشد على راحلته وصحبه في طريقه فتيان من بني هلال بن عامر كانا يألفانه وكان حياهم متجاورين وكان في طول سفره ساهيا يكلمانه فلا يفهم فكرة في عفراء حتى يرد القول عليه مرارا حتى قدم على ابن عمه فلقيه وعرفه حاله وما قدم له فوصله وكساه وأعطاه مائة من الإبل فانصرف بها إلى أهله .
وقد كان رجل من أهل الشام من أسباب بني أمية نزل في حي عفراء فنحر ووهب وأطعم وكان ذا مال عظيم فرأى عفراء وكان منزله قريبا من