قال الأسباط بن عيسى وروايته كأنها أتم الروايات وأشدها اتساقا أدركت شيوخ الحي يذكرون .
أنه كان من حديث عروة بن حزام وعفراء بنت عقال أن حزاما هلك وترك ابنه عروة صغيرا في حجر عمه عقال بن مهاصر .
وكانت عفراء تربا لعروة يلعبان جميعا ويكونان معا حتى ألف كل واحد منهما صاحبه إلفا شديدا .
وكان عقال يقول لعروة لما يرى من إلفهما أبشر فإن عفراء امرأتك إن شاء الله .
فكانا كذلك حتى لحقت عفراء بالنساء ولحق عروة بالرجال فأتى عروة عمة له يقال لها هند بنت مهاصر فشكا إليها ما به من حب عفراء وقال لها في بعض ما يقول لها يا عمة إني لأكلمك وأنا منك مستح ولكن لم أفعل هذا حتى ضقت ذرعا بما أنا فيه فذهبت عمته إلى أخيها فقالت له يا أخي قد أتيتك في حاجة أحب أن تحسن فيها الرد فإن الله يأجرك بصلة رحمك فيما أسألك .
فقال لها قولي فلن تسألي حاجة إلا رددتك بها .
قالت تزوج عروة بن أخيك بابنتك عفراء فقال ما عنه مذهب ولا هو دون رجل يرغب فيه ولا بنا عنه رغبة ولكنه ليس بذي مال وليست عليه عجلة .
فطابت نفس عروة وسكن بعض السكون .
أم عفراء تشترط مهرا غاليا .
وكانت أمها سيئة الرأي فيه تريد لابنتها ذا مال ووفر وكانت عرضة ذلك كمالا وجمالا فلما تكاملت سنه وبلغ أشده عرف أن رجلا من قومه ذا يسار ومال كثير يخطبها فأتى عمه فقال يا عم قد عرفت حقي وقرابتي وإني ولدك وربيت في حجرك وقد بلغني أن رجلا يخطب عفراء فإن