فأطربه فسأله عن قائل الشعر فذكره له وأعلمه أنه حي وأنه هرب من دين عليه وأنشده قوله .
( أُرِيدُ رجوعاً نحوَكُمْ فَيَصُدُّنِي ... إذا رُمْتُه دَيْنٌ عليَّ ) .
فأمر الرشيد أن يكتب إلى عامل الري بقضاء دينه وإعطائه نفقة وإنفاذه إليه على البريد فوصل الكتاب يوم مات يحيى بن طالب .
جارية تعرف به .
أخبرنا محمد بن خلف وكيع وعمي قالا حدثنا عبد الله بن شبيب قال .
حدثني الجهم بن المغيرة قال كنا عند حترش بن ثمال القريظي بضرية فمرت بنا جارية صفراء مولدة فقال لي حترش استفتح كلامها فانظر فإنها ظريفة فقلت لها يا جارية أين نشأت قالت بقرقرى فقلت لها أين من شعبعب فضحكت ثم قالت بين الحوض والعطن قلت فمن الذي يقول .
( يا صاحِبَيَّ فَدَتْ نفسي نُفُوسَكما ... عُوجا عليَّ صُدورَ الأَبْغُلِ السُّنُنِ ) .
( ثم ارفعا الطَّرفَ نَنْظُرْ صُبْحَ خامسةٍ ... لقَرقَرى يا عناءَ النفسِ بالوَطَنِ ) .
( يا ليت شعريَ والإِنسانُ ذو أَمَلٍ ... والعَيْنُ تَذْرِفُ أحياناً من الحَزَنِ ) .
( هل أجعَلَنَّ يَدِي للخَدِّ مِرْفَقَةً ... على شَعَبْعَبَ بينَ الحَوْضِ والعَطَنِ ؟ ) .
فالتفتت إلى حترش بن ثمال فقالت أخبره بقائلها فقال ما أعرفه فقالت بلى هذا يقوله شاعرنا وظريف بلادنا وغزلها .
فقال لها حترش