قومك شيئا لحقنا بقومنا فقال أتريدون أن تكونوا أدلاءهم حتى تنجلي هذه الفتنة فاحتبسهم فيها وخليفته في تدمر رجل من كلب يقال له مطر بن عوص وكان فاتكا فأراد حميدا على قتلهم فأبى وكره الدماء فلما سار حميد وقد عاد زفر أيضا مغيرا ليرده عما يريده فنزل قرية له وبلغه مسير زفر فاغتاظ وأخذ في التعبئة فأتاه مطر وكان خرج معه مشيعا له انتهازا لدماء الذين في يده من النميريين فقال ما أصنع بهؤلاء الأسارى الذين في يدي وقد قتل أهل مصبح فقال وهو لا يعقل من الوجد اذهب فاقتلهم .
فخرج مطر يركض إلى تدمر تخوف ألا يبدوا له فلما أتى تدمر قتلهم وانتبه حميد بعد ذلك بساعة فقال أين مطر حتى أوصيه قالوا انصرف قال أدركوا عدو الله فإني أخاف على من بيده من النميريين .
وبعث فارسا يركض يمنع مطرا عن قتلهم فأتاه وقد قتل كل من كان في يده من الأسرى إلا رجلين وكانوا ستين رجلا فلما بلغه الرسول رسالة حميد قال النميريان الباقيان خل عنا فقد أمرت بتخلية سبيلنا فقال أبعد أهل المصيخ لا والله لا تخبران عنهم ثم قتلهما .
فلما بلغ زفر قتل النميريين بسط يده على كل من أدرك من كلب واستحل الدماء وأخذ في واد يقال له وادي الجيوش وقد انتشرت به كلب للصيد فلم يدرك به أحدا إلا قتله فقتل أكثر من خمسمائة ولم يلقه حميد .
ثم انصرف إلى قرقيسياء .
وذكر بعض بني نمير أن زفر أغار على كلب يوم حفير ويوم المصيخ ويوم الفرس فقتل منهم أكثر من ألف رجل قال وأغار عليهم زفر في يوم الإكليل فقتل منهم مقتلة عظيمة واستاق نعما كثيرة .
وذكر عرام قال قتل زفر يوم الإكليل جبير بن ثعلبة من بني الجلاح وحسان بن حصين من بني الجلاح ومحمد بن طفيل بن مطير بن أبي جبلة وعمرو بن حسان بن عوف من بني الجلاح ومحمد بن جبلة بن عوف أخوان لأم .
وقالت امرأة من بني كلب ترثيهم