فوثب عبد الله بن أبي معقل وقال أنا لها فقال له اجلس ثم ندب الناس فانتدب لها مرة ثانية فقال له مصعب اجلس ثم ندبهم ثالثة فقال له عبد الله أنا لها فقال له اجلس .
فقال له أدنني إليك حتى أكلمك فأدناه فقال قد علمت أنه ما يمنعك مني إلا أنك تعرفني ولو انتدب إليها رجل ممن لا تعرفه لبعثته فلعلك تحسدني أن أصيب خيرا أو أستشهد فأستريح من الدنيا وطلبها فأعجبه قوله وجزالته فولاه فأصاب في وجهه ذلك مالا كثيرا وانصرف إلى المدينة فقال لزوجته ألم أخبرك في شعري أنه .
( سيُغنِيكِ سَيْرِي في البلادِ ومَطلَبي ... وبَعلُ التي لم تَحْظَ في الحيِّ جالسَ ) .
فقالت بلى والله لقد أخبرتني وصدق خبرك .
قال وفي هذه الغزاة يقول ابن قيس الرقيات .
صوت .
( إن يَعِشْ مُصْعَبٌ فنحنُ بخيرٍ ... قد أَتانا من عيشِنا ما نُرَجِّي ) .
( مَلِكٌ يُطعِمُ الطّعامَ وَيَسقِي ... لبَنَ البُخْتِ في عِساسِ الخَلَنْجِ )