متعجلا مخفا .
ولما نفذ كتاب مروان ندم بعد ذلك بأيام وقال إنا لله قتلت والله ابن عطية هو الآن يخرج مخفا متعجلا ليلحق الحج فيقتله الخوارج .
فكان كما قال تعجل في بضعة عشر رجلا فلما كان بأرض مراد تلففت عليه جماعة فمن كان من تلك الجماعة إباضيا عرفه فقال ما ننتظر بهذا أن ندرك ثأر إخواننا فيه ومن لم يكن إباضيا ظنه من الإباضية وأنه منهزم فلما علم أنهم يريدونه قال لهم ويحكم أنا عامل أمير المؤمنين على الحج فلم يلتفتوا إلى ذلك وقتلوه ونصبت الإباضية رأسه فلما فتشوا متاعه وجدوا فيه الكتاب بولايته على الحج فأخذوا من الإباضية رأسه ودفنوه مع جسده .
قال المدائني خرج إليه جمانة وسعيد ابنا الأخنس في جماعة من قومهما من كندة وعرفه جمانة لما لقيه فحمل عليه هو وأخوه ورجل آخر من همدان يقال له رمانة وثلاثة من مراد وخمسة من كندة وقد توجه في طريق مع أربعة نفر من أصحابه .
وتوجه باقيهم في طريق آخر فقصدوا حيث توجه ابن عطية ووجهوا في آثار أصحابه نحو أربعين رجلا منهم فأدركوهم فقتلوهم وأدرك سعيد وجمانة وأصحابهما ابن عطية فعطف عبد الملك على سعيد فضربه وطعنه جمانة فصرعه عن فرسه ونزل إليه سعيد فقعد على صدره فقال له ابن عطية هل لك يا سعيد في أن تكون أكرم العرب أسيرا فقال يا عدو الله أترى الله كان يمهلك أو تطمع في الحياة وقد قتلت طالب الحق وأبا حمزة وبلجا وأبرهة فقتله وقتل أصحابه جميعا .
وبعثوا برأسه إلى حضر موت وبلغ ابن أخيه وهو بصنعاء خبره .
فأرسل شعيبا البارقي في الخيل فقتل الرجال والصبيان وبقر بطون النساء وأخذ الأموال وأخرب القرى وجعل يتتبع البري والنطف حتى لم يبق أحد من قتله ابن عطية ولا